المشاركات

صورة
شاربي محمود  طالب دكتوراه علم الاجتماع التنظيم والموارد البشرية بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية جامعة البليدة 02 لونيسي علي دفعة 2016/2017 
إن المتتبع لكرونولوجيا سوسيولوجيا التنظيم يجدها لا تخرج بصورة أو بأخرى عن نطاق دراسة وتحليل عناصر العقلنة والسلطة في التنظيم، لأنه لاوجود لأي تنظيم مهما كان نوعه إلا بوجودهما، لكن الاختلاف بينهما يكمن في الأسبقية والأهمية التي تعطيها كل واحدة من هذه الدراسات لأحدهما على حساب الآخر، فالاختلاف جوهري إذا، لأنه اختلاف في التصور النظري والمنهجي لحيثيات أزمة التنظيم وخصوصيات التطور التاريخي لكل مجتمع، وهذا ما حصل بالفعل مع بداية ظهور التنظيمات الصناعية الحديثة بحيث كانت جهود الباحثين والعلماء منصبة حول تمكين العقلنة من فرض نفوذها وبسط سلطتها في التنظيم، وخاصة في المجتمعات الرأسمالية، وأن ما يسمى بعقلنة السلطة أو عقلانية السلطة لم تطرح بتاتا في هذه المجتمعات لأن الممارسات الاجتماعية والجهود الفكرية والتطبيقية التي كانت تقوم بها هذه السلطة لا تتعارض البتة مع أهداف المشروع الاجتماعي للحداثة والتنمية لهذه المجتمعات، وكانت هذه السلطة، هي القوى الطلائعية والقيادية له بحيث هذه الأخيرة كانت ترى لاوجود اجتماعي وثقافي لها الا من خلال فرض العقلنة المناسبة، من أجل تحقيق المشروع المنشود، وذلك بالقطيعة